القاول السياسي ….. أويحي نموذج!

Publié le par S. Sellami

 يبين تاريخ تطور الأحزاب خاصة الغربية ، أن خلق نظام الإقتراع العام المباشر السري أوجد وضعا سياسيا جديدا ، تمثل في الصراع بين الأعيان و المقاولين السياسين الناشئين ، ‘ماكس فيبر ‘ عاش مرحلة انهيار سيطرة الأعيان و البرلمانين لصالح المقاولين المهنين، يقول في كتابه ‘ العالم و السياسي ‘ ( إننا نحضر الآن، إنهيار سيطرة الأعيان، كا إنهيار سيطرة تللك السياسة الموجهة من طرف البرلمانيين بمفردهم ، إن الأفراد الذين جعلوا النشاط السياسي مهنة رئيسة لهم مع بقائهم بشكل كامل خارج البرلمان قد إستعادوا سيطرتهم على المقاولة السياسية ).

إلا أن النموذج الحزبي داخل الدول المتخلفة ( دول الفجوة ) كحال الدول العربية عموما و الجزائر بصفة خاصة ، تحولت فيها الأحزاب السياسية إلى أعيان جدد بحكم الممارسة السياسية الطويلة جدا و في نفس الوقت ممارسة دور المقاولة السياسية الشيئ الذي لا نجده في النموذج الغربي.

يرجع هذا التلاعب إلى مستوى الوعي السياسي المنحط جدا لدى الشعوب العربية من جهة و إلتزام الجمود و الحياد للنخب الحقيقية الأخرى بحجة  » عدم القدرة على المقاومة السياسية » من جهة أخرى، ولد هذا السلوك لدى لوبيات المقاولة السياسية الشعور بالقوة التامة و الحرية الكلية في تسير الوضع السياسي وفق لمصلحة الأعيان السياسين الذين هم نفسهم المقاولون السياسيون في النموذج الجزائري .

يقول العالم ‘ كاكسي دانيال ‘ : ( القادة لهم أهداف متنوعة و أحيانا متناقضة ، إنهم يريدون الاستيلاء على مواقع السلطة و لكن أيضا توجيه السياسات العامة و الإحتفاظ بزعامتهم و صيانة وحدة مجموعاتهم ). هذا الذي يفسر سلوك صناع السياسة في الجزائر، فكل هذه التخبطات العشوائية و الصراعات الخفية بين المقاولون السياسيون و بروز رجال المال و الأعمال كشريك مساند و مدعم للمقاول السياسي و الذي بفضل الفساد السياسي و إنحطاط مستوى القادة السياسين في الجزائر، أصبح لهم ( رجال الأعمال و المال ) هامش مناورة كبير جدا ، حتى في توزيع الأدوار السياسية الأكثر حساسية . 
الذي يحدث في الجزائر يدفعنا إلى إعادة النظر في مفهوم  » نظرية المقاولة السياسية » و يدفعنا إلى إيجاد صيغة بحثية علمية لتفسير هذه الظاهرة، فمثالا ، الوزير الأول الجديد القديم ‘ أويحي ‘ يعتبر نموذج حي ‘ في المقاول السياسي الفاسد بإمتياز ‘ فتاريخه الأسود بدأ بفضيحة مصنع فيات Fiat بتيارت وصولا إلى الصفقات العمومية المشبوهة على مستوى المشاريع الكبرى للبنية التحتية منذ 2007 إلى 2015، كل هذا يطرح تساؤلات عميقة حول دور مثل هذا المقاول السياسي في الوضع السياسي الراهن. 
سأختصر الإجابة عن هذا السؤال في نقاط :

1- مساندة رجال الأعمال و المال و إخراجهم من نفق الصراع العلني الجماهيري .

2- تمديد عمر الوعود الكاذبة و التحايل السياسي على الشعب على الأقل حتى سنة 2019 ، أي الرئاسات .

3- شفع لأويحي شخصيته القوية في تسويق الأكاذيب و خطابه السياسي المقنع بصفة ‘التبلعيط ‘( طبعا لضعاف العقول ) و القدرة على المواجهة المباشرة السياسية و القابلية الكبيرة على إحتواء الإنتقادات و الصراعات الخفية.

تبقى عملية المقاولة السياسية تخضع الى عوامل عدة ، أهمها ، الوعي الشعبي و درجة الفطنة و الفهم الحقيقي للعبة السياسية، و درجة تفاعل المجتمع المدني و النخب الراقية و الفاعلة داخل المجتمع ، و مادام الشعب راض بهذا الإذلال و الذل فلا عيب على بزنسة المقاولة السياسية. 

                                                                                                                                                

                                                                                                             بن عانو إلياس

    

http://lequotidienalgerie.org/
Pour être informé des derniers articles, inscrivez vous :
Commenter cet article